من الطرف

رشا بركات تكتب…هل ابتلع المؤتمر الوطني طعم (الألية)!!؟

  1. التواصل الذي يتم بين آلية الاتحاد الأفريقي وحزب المؤتمر الوطني هذه الأيام سيدخل الحزب في مساءلة تاريخية كبيرة يمكن أن تعصف بكل أمال العودة محمولا على الأعناق ،ذلك لأن الحزب ظل يطعن في الحلول الخارجية وارتهانها الأجندة السياسية الاستعمارية في المنطقة.

وفي هذه الحالة سيجد الحزب مقاومة كبيرة من الشعب السوداني بسبب الحرب الجارية في السودان هذه الأيام والتي جعلت العاطفة الشعبية كارهة لكل المؤسسات الإقليمية وحلولها وترى أنها من أسباب طول الحرب لاستفادة قادتها المباشرة ماليا من وجود الدعم السريع ولارتهانها بأوامر الجهات الدولية التي أدارت حرب السودان، والأخطر من ذلك أن حزب المؤتمر الوطني في حالة تواصله مع آلية الاتحاد الأفريقي توطئة لدخوله عملية سياسية تعيده للمشهد السوداني لن يقابل الشعب هذا بوضع الحزب مع أحزاب قحط العميلة في خانة واحدة فقط، بل سيواجه بمقاومة شعبية واسعة يمكن أن تشبه تلك المقاومة التي أدت لسقوط نظامه قبل خمس سنوات .

وأعتقد أن الحزب بكل مكوناته التنظيمية الضاربة ترتيبا وذكاء سياسيا قد أخطأت في التواصل مع آلية الاتحاد الأفريقي رغم الأنباء التي تحدثت عن اعتذار أعضاؤه للالية بعدم تفويضهم من الحزب، وربما قبل الحزب بهذا التفاوض افتخار ا اعلاميا بأن العالم لن يصمد كثيرا في ابعاده عن المشهد السياسي،وهذه الخطوة تنطوي على مخاطر جمة تطيح بمستقبل الحزب وتوريط من الفاعلين للحزب ،ذلك بمحاولة حل مشكلةالحرب في السودان حلا سياسيا وهذا سيكون من العسير تحقيقه لاعتبارات كثيرة أهمها الغبن الشديد لجمهور الشعب السوداني إزاء الأحزاب السياسية المؤچجة للحرب وتمخض عن هذا الغبن مقاومة شعبية مسلحة كاسحةلن تقبل بالحل السياسي للحرب بل اذهب ابعد من ذلك بالقول إن هذه المقاومة ستشكل مشهد إدارة الدولة بعيدا عن الأحزاب السياسية على الأقل لحين الانتخابات.

لذا فأعتقد أن مجرد مقابلة أعضاء المؤتمر الوطني الآلية الأفريقية كان خطأ تكتيكا اثار شكوكا وتساؤلات من القاعدة الشعبية،ذلك أن الإسلاميين يعلمون تماما أن القوى الإقليمية والدولية لن تقبل عودتهم الفاعلة لقيادة البلاد وأن تماطلها في ايقاف الحرب هو بسبب خوفها من عودة الأسلاميين للمشهد لذا لا أرى أن هناك جديدا حدا بالالية الأفريقية لايقاف الحرب سوى وقف خطر المقاومة الشعبية عن طريق استدراج الإسلاميين وتحييدهم ظنا منهم أنهم يقودون هذه المقاومة،لان الآلية نفسها لم تبحث سبل ايقاف انتهاكات مليشيا الدعم السريع التي لم تتوقف ما يشكك في تخلينها لوقف الحرب.

والإسلاميين فعلا هم موجودون داخل المشهد ويحاربون بثبات ووطنية مع الجيش كأفراد ونعلم تماما شجاعتهم واقبالهم فليعلمون أن رجوعهم القوي يجب أن يكون عبر صناديق الاقتراع ونرپأ بهم أن يكونوا طعما سائغا لاعدائهم فارجعوا حقكم من داخل الخنادق وليس من الفنادق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى