Uncategorizedمن الطرف

رشا بركات تكتب…الرحيل المر

اشهد الله بأنه كان رجلا صالحا ،كأن بينه وبين الله خبيئة،ما يأتيه من خير أو شر يراه في منامه،يستيقظ لصلاة الصبح بالدقيقة دون منبه أو سماع أذان،ما نام قط وهو مغبون على احد،واذا اختلف يبادر بالصلح،اجرى الله البركة على يديه بالقليل فما احسسنا بالفأقة يوما ،او اشتكى من ضنك العيش،بنى بيته بالمودة والرحمة,وكان لصيقا بابنائه يكشف لهم اسرار حب الدين والوطن،لا يخرج في الصباح دون قراءة سورة يس وأذكر أن أحد الأشخاص اعترف لنا أنه طلب من أحد الدجالين قبل سنوات إيذاء الفقيد   لكنه تفاجأ بذعر  الدجال وصراخه (ما بقدر يس بتحرقني).

وكان الفقيد اعلاميا فذا لن يتكرر،حباه الله بحاسة صحفية قوية وموهبة فائقة في ابتكار وتنفيذ الخطط الاسلامية التي تصب في الهدف ،واذكر أن كل أقسام الشرطة التي عمل بها استطاع وضع بصمته الخاصة فيها،وكان نشيطا متحمسا مخلصا لعمله ،لا يأكل إلا حلالا.

وكان يمتاز بعدم التردد والاقدام ويوفر المعينات لفريق عمله وهذه صفات شخصية القائد التي جعلت عمله الإعلامي ناجحا وصارت اخبار المكتب الصحفي للشرطة مصدرا لكل المواقع والمعلومات، واشهد أنه منذ اندلاع الحرب كان الفقيد مهتما بنقل كل أنشطة الشرطة لبث الاطمئنان في نفوس الناس بعدم انهيار الدولة،فكانت الشرطة اول مؤسسة أفاقت من الصدمة وهذا بفضل أعلامها الذي نقل ما تقوم به قيادة الشرطة من جهد،لذا اقول بكل ثقة أن هذا كان سهم الفقيد خالد ميرغني في معركة الكرامة وارجو أن يتقبله الله منه.

وميزه الله بقدرة فائقة علي استقراء المستقبل بحاسته الصحفية فكان يرى ضرورة تصميم موقع دان لصد الهجمة الشرسة على الجيش والأعراف السودانية قبل اندلاع الحرب وأصر أن يكون قروب دان مفتوحا لمنحه مزيد من التميز والتفاعل عكس باقي القروبات وهذه نظرية إعلامية تستحق التدريس،لذا سيبقى القروب كما أراد هو وأذكر أن الفقيد في نفس يوم وفاته كان سعيدا جدا باشادة وزير الداخلية بالمكتب الصحفي للشرطة .

نم قرير العين راضيا مرضيا فلن يخيب غرسك ورحمك الله رحمة واسعة ولا نقول الا ما يرضي الله .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى