من الطرف

رشا بركات تكتب…الصورة التي افزعت المخابرات الأمريكية !!؟

أراهن على أن زيارة البرهان لرواندا في الأسابيع السابقة سيكون لها أثر بالغ في إعادة رسم الاستراتيجية الخارجية الأمريكية وبالتالي مؤسسات الأمم المتحدة التي هي جزء أصيل من المؤسسة الرئاسية لامريكا،والسبب أن الاستقبال الذي وجده البرهان في رواندا،تصنفه امريكا استقبال لثائر افريقي علي الصلف الأمريكي،ويمكن أن يكون البرهان انموذجا يهدد المصالح الأمريكية في افريقيا والشرق الأوسط وحتى الشعوب الشريفة.

والجانب الآخر الذي يؤرق أمريكا والدول العظمى ولم تضعه يوما في حسبانها،انصراف دول المنطقة التي هي اصلا منطقة صراع محورية ،الى محور روسيا والصين دون تهديد منهما،عكس محور الغرب الذي لم يشبع من خيرات البلاد التي استعملها ،فطفق يعمل لتأسيس الأمم المتحدة التي لم تختلف عن عصبة الأمم المحكومة بالمنتصر في الحرب العالمية الثانية

والحقيقة المرة التي استيقظت امريكا على مرارتها،انها أنفقت ميزانيتها خلال عقود لصناعة الأسلحة التي تغذي الحروب في دول العالم الثالث وفقا لغريزتها الاستعمارية، بينما لم تضيع الصين فرصة لتطوير صناعتها وتكنلوجيتها،حتى فازت بالصفقات التجارية لشركاتها المستثمرة في دول العالم الثالث،اضافة لارثها الأخلاقي الذي جعلها تفهم طبيعة المجتمعات الفقيرة وتستخدم حق الفيتو لحمايتها وبالطبع هي العدالة الإلهية في حفظ توازن القوى.

والغريب في الأمر أن الدول العظمى انشغلت مخابراتها في تغذية الحروب وخدعتها دراسات باحثيها الذين تنباوا بنهاية التاريخ بانتصار الحضارة الغربية على الإسلامية والكونفوشيوسية، وتارة أخرى بصراع الحضارات ولم تفطن إلى أن العمل على حفظ السلام التعايش بين الحضارات أجدى لها من اثارة الشعوب التي استمرأت الظلم وانهايمكن أن تثور لأنها خسرت الكثير ولا يضيرها أن تجرب الثورة أو ربما تهزم الحضارة الغربية في عقر دارها.

وما يحدث الان في السودان خاصة وأفريقيا من شأنه أن يجعل امريكا تفيق من ثباتها أو قل غطرستها لتنظر إلى الفروقات التي جعلت العالم الثالث يهرع لروسيا والصين،اضافة إلى مواطنيها أنفسهم الذين انتقدوا سياسة المؤسسة القيادية النقسمة اصلا وجعل بعض خبرائها يقرون بأن القيادة الأمريكية هي الوحيدة التي تعادي السلام العالمي.

  1. وليس ببعيد حديث كاميرون هدسون الباحث في شؤون افريقيا الذي نجح في تشريح الحالة الأمريكية بقوله إن الإدارة الامريكيه بعيدة عن الواقع السياسي على أرض السودان وقد ضلت الطريق،وحديثه يمكن أن يصير نموذجا لتعامل امريكا مع العالم الثالث .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى