من الطرف

رشا بركات تكتب….بيت النجار مخلَّع!!!

من الطرف

واهِم من يظن أن مليشيا الدعم السريع ستخرج من بيوت المواطنين، حتى ولو طلب منهم قادتهم؛ ذلك لأن المليشيات ليست جيش نظامي يلتزم بالقوانين العسكرية والأهداف وانما أفراد تم استجلابهم لأداء مهام محددة بمقابل مالي ومن ضمن المقابل المادي الذي وعدت به المليشيات أفرادها تسليمهم هذه البيوت التي (غنموها)

،وأعتقد أنه بنفس القدر من العطش الدموي الذي استحوذ به أفراد المرتزقة على بيوت المواطنين سيقابلون اي محاولة من قيادة المليشيات لإجبارهم على الخروج من العاصمة بالرفض حتى لو أدى ذلك لمقاتلة المليشيات نفسها لأن قيادة هذه المليشيات وعدتهم بالسكن في عمارات الخرطوم جزاء لهم على القتال ولم تعدهم بدمجهم في صفوفها أو ترقيتهم مثلاً . وكذلك لابد أن أذكر أن الحركات المسلحة قامت على قضايا التهميش لتلك المناطق لكنها جذبت حماس المقاتلين والمؤيدين لها بوعود إسكانهم في الخرطوم وهذا يفسر التواجد الكثيف لهذه القوات في العاصمة وإحضار اهاليهم وعدم رغبتهم في خوض الحرب ضد الدعم السريع في مناطقهم الأصلية لأنهم يعتقدون أن اتفاقية جوبا كانت بمثابة نهاية الرحلة لسنوات التمرد.وهذا القول يفسره عدم وجود أي مشروع تنموي للحركات المسلحة في دارفور وغض الطرف عن مساءلة القادة من جانب المنتمين لهذه الحركات

وأعتقد أن الحركات المسلحة بهذا الفعل ستكون مسؤولة عن إبادة كل إقليم دارفور إن لم تنتبه للغاية من محاولات البعض من فصل الإقليم والسبب ببساطة أن كل قبيلة ترى أنها الأحق بحكم دارفور، إضافة للصراعات القبلية الموجودة اصلا ،لذا فإن وجود المركز في الخرطوم قلل من تبعات هذه الصراعات، بل تحمل نقمة اهل الإقليم عليه لعقود. وأعتقد أن دخول مليشيات التمرد لبعض مدن دارفور وانسحاب الجيش منها هز آذان كثيرة لاهل الإقليم وجعل الرؤية تتضح أمامهم من إخطار تواجههم  حال سيطرة المليشيات وفصل الإقليم لذا فإن الخطوات التي تبعها وزير الدفاع التشادي بقطع خطوط إمداد المليشيات تأتي في هذا الاتجاه،ومع ذلك فأعتقد أن أهل الإقليم لابد أن تُحْدِثْ فيهم هذه الأحداث هزة كبيرة يقودها المثقفون للتوعية بأن التهميش يكْمُن في عدم رؤية المواطن للخيرات التي يمتلكها. وأذكر هنا من هذه التناقضات احتفالات المتمردين بغنائم الخرطوم في مدينة الضعين أعظم منطقة لإنتاج الفول السوداني.

واخيراً لابد من محاربة المركز للحركات المسلحة بكل ما بان منها من عيوب وارتهان للدعم الخارجي وأن يتولي المركز مشاريع التنمية في الإقليم وهذا هو الأصح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى