من الطرف

رشا بركات تكتب…..فاشلون بلا حدود

من الطرف

اعتقد جازمة أن الأمر الذي تسبب في مقتل حميدتي السياسي هو إعلانه الندم على مشاركته في الانقلاب على المدنيين أكثر من الأسباب الأخرى إذ أنه كشف عن شخصية سياسية ضعيفة تبحث عن شيء هو اصلا موجودا لديها وتبحث عن دور أعطاه لها الجمهور مسبقافي إمكانية انقاذ البلاد اقتصاديا لكن شعبيته تضألت  في نظر الشعب ليس لوقوفه مع قحت المنبوذة فحسب فالمواطن يعلم أنه سرعان ما سيتركها ويعود للسلطة نسبة لغباء قحط السياسي  لكن السبب هو ندمه على الانقلاب وهو فعل نادر عند الشخصية العسكرية ولم يحدث قبلا لأن كل الانقلابات التى حدثت كانت بفعل التدهور المريع الذي أضاء للجيش ملايين اللمبات التحذيرية لانفراط عقد. الأمن وهذا الانقلاب رد فعل (آلي)للخطر. ورد الفعل الشعبي للانقلاب الاخير أصاب راحة كبيرة للمواطن من فرط الفوضى التي ضربت باطنابها وكان لابد من انقلاب باي شكل لكن الخطأ كان في تأخر إعلان حكومة كفاءات. والانقلاب الذي استند على أحد بنود الوثيقة الدستورية سبقه انقلابات عدة على الوثيقة من قحت إذن فكلها انقلابات إلا أن الأخير كان الأكثر تأثيرا. واعتقد أن عدم الالتفات إلى الدراسة المتعمقة للشخصية السودانية في اختيار نظام الحكم سيكون القشة التي تقصم ظهر البعير ولن تنجح أي تجربة سياسية دونها بل وأقول إن تجاربنا السياسية الفاشلة ما بين مدنية وانقلاب سببها الشخصية السودانية فتكوينها العربي الزنجي يمجد الحكم الفردي للقائد الملهم الذي يتخذ القرارات سريعا ويقمع الفوضى والعدوان على السيادة والعرض لكنه يفتح باب المشورة في الأمور التي لا تحتاج لسرعة الاجراء لذا فالاجراءات الشكلية الديموقراطية الغربية لا تتناسب مع الشخصية السودانية ودونكم تجربة الصين التي ابتدعت نظام يشترك فيه كل الشعب بحجة أن النمط الغربي يعارض ظروفها الوطنية وأنه مجرد شكليات لا تهتم بالنتائج بل ذهبت الصين لأكثر من ذلك وقالت إن الاقتصاد يهمها أكثر من الديموقراطية المزعومة فاستطاع الحزب الشيوعي الحاكم الوحيد انتشال ملايين المواطنين من الفقر المدقع وزادت شعبية الحكومة ل98%. والديموقراطية الغربية فشلت في عقر دارها فمثلا كثير من الكتاب الأمريكيين أثبتوا أن الديموقراطية فشلت لأنها تسير بواسطة أقلية منتفعة إضافة إلى أن عدد الناخبين ظل لا يتجاوز 66%من عدد السكان وهذا فشل كبيرللديموقراطية                        لذا فأقول إن أي مدنية تأتي للسودان بنفس  النمط المتكرر لن تنجح وسنضيع الزمن عبثا      فهل فشلت مؤسساتنا القانونية في وضع صيغة للحكم تناسب ظروفنا ؟. ظروفنا المحلية والإقليمية تفرض علينا وضعا استثنائيا أمنيا صارمالان معظم الجيران ينتظرون غفوة من الجيش ليهجموا إضافة لأزمة الغذاء الضاربة في العالم والتي تتجه انظارها لأفريقيا وخداع الأفارقة بشراء أراضيهم الخصبة كذلك لابد ان نقيل اولا عثرة الاقتصاد في صمت وان (نتمسكن ) حتى نتمكن. ولابد أن نشير إلى سبب آخر يجعل النمط الغربي فاشل في السودان بحكم التجربة وهو عقدة الجيش لدى المدنيين إذ أن النظام المدني ظل يحكم وقلبه في يده خوفا من انقلاب العسكر عليه واعتقد أن السبب نفسي في المقام الأول حيث أن العقل الباطني المدني دائما في عقد مقارنات بينه والعسكري في قوة الشخصية والبت في الأمور وهذا يرجع لكثرة التدريب والاختبارات فكان رد الفعل التلقائي اهمال الجيش ولكن هناك شخصيات مدنية تملك القدرة على اتخاذ القرار وفق الشخصية وتجاربها لذا فإن احتكامي الأول لضرورة دراسة الشخصية السودانية تكون صحيحة . كذلك يتبين لنا أننا نقتل انفسنا بالالتزام بنظام لا يشبهنا . كذلك أظن أن كان لابد من وجود احزاب وجب على الجهة التي تسجل الاحزاب مثلا أن تخضع القيادات لاختبارات في الشخصية واتخاذ القرارات وقياس نسبة الذكاء وهكذا لانه لا يجوز أن نسلم البلاد لأحزاب تفتقر قياداتها لهذه الصفات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى