من الطرف

رشا بركات تكتب…..فتشوا معي عن الحقنة!!

من الطرف

  1. نجحت الآلة الإعلامية للجنجويد والقحاطة نجاحاً منقطع النظير في أحداث تحول نفسي عميق في أوساط الشعب السوداني وإصابته بِبَلْبَلة وإحباط شديدين إزاء ما يحدث في حرب السودان وخاصة سقوط المدن وتسريبات مفاوضات جدة التي تتحدث عن إذعان الجيش للضغوط الامريكية، وللأسف فإن كثافة الأخبار التي تضخها هذه الغرف وأحجام الجيش عن التصريحات جعلت كثير من المتلقين يسحبون رويداً رويداً الإرغام بضعف الجيش وبالتالي الرضا بالأمر الواقع وهذا هو الهدف الإستراتيجي التي تسعى إليه غرف العدو مسنودة بأقوى خبراء الدعاية الأجنبية. وهذه الغرف الإعلامية استخدمت نظرية( الحقنة) أحد أقوى نظريات الاتصال التى تستخدم في السياسة والحرب بكثرةتقةم هذه النظرية على حقن المتلقين حقنا متواصلا بالأخبار المقصودة حتى تحدث أثرا عميقا لدى المتلقين فنجد أن الأخبار تَتْرى بسقوط مدينة ثم تتبعها بأخبار المفاوضات التي في غير صالح الجيش وتبشر بسقوط مدن في الطريق وهكذا حتى رأينا معظم المواطنين ابتلع الطعم بل رأينا كيف أن قادة الإعلام المؤازر للجيش يطعن في قادته ويتخيلون خروجهم خاسرين من المفاوضات. بل وأن ما يحزن هو الترويج لاستهداف الجيش للمدنيين وكراهية المواطنين له. ويمكنني الآن أن أرى بوضوح العدو وهو يمنح نجمة الانجاز لآلته الإعلامية ويضحكون فرحاً بالنصر النفسي على المواطنين بينما عجزت آلتهم العسكرية عن ذلك. وأنا أتساءل هل انتم مع الجيش إذا انتصر فقط،,؟ إن الحرب على السودان بدأت الان وفق معطيات إقليمية وعالمية فالعدو الخارجي اقتنع أن الحرب العسكرية السابقة بين الجيش والدعم السريع لن تنتهي في صالحهم لذا فإن المرحلة القادمة تستدعى استراتيجية جديدة وأسلحة جديدة خاصة ما يحدث من مستجدات في الشرق الأوسط فلا أرى أن الأمريكان في وسعهم الضغط على العسكريين بتسليمهم السلطة للمدنيين والسبب في ذلك أن إفساح المساحة للمدنيين في هذا الوقت سيمكن من الفوضى الأمنية التي تستغلها الحركات والمليشيات في إدخال يد الفعل الروسية والإيرانية إضافة لردود الفعل العالمية المعارضة لتعاطي الأمريكان مع الاحداث في غزة . لذا فإن مخرجات مفاوضات جدة ينبغي ألا تسبب التوتر للناس حتى وإن أدى لدخول قحت لأن التجربة علمتنا أن الضغط الشعبي الذى أدى بالبرهان الى الاطاحة بالاطاريء من شأنه الاطاحة بعملاء قحت حتى لن يتبقى لها ذكر. لذا يجب الإيمان المطلق بأن القوات المسلحة هي الحامي الوحيد للأرض وأن عقيدتها لن تسمح لها بخيانة شعبها وان هزمت في بعض المعارك فإن العبرة بالخواتيم وارجوكم لا تجعلوا لقحاتي الفرصة للفرح بتقاتلكم في القروبات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى