من الطرف

رشا بركات تكتب…هل تسليح الشرطة ضرورة؟

في اللقاء الذي جمع وزير الداخلية اللواء شرطة (م)خليل باشا سائرين بالصحفيين اثار انتباهي إضافة الإمكانيات الفكرية والتخطيطية الهائلة التي يتمتع بها الرجل والتي أهلته لاختياره في هذا المنصب المهم وفي هذا الظرف الذي يمثل مفترق طرق للبلاد اثار انتباهي الصراحة المتناهية والتلقائية في حديث الوزير حول قضايا الأمن والشرطة فقد جزم بعدم تسليح قوات الشرطة بعد انتهاء الحرب تسليحا ثقيلا معللا ذلك بأن الشرطة تعمل وفق المعايير المتعارف عليها في كل العالم ،فهي سلطة مدنية تعتبر محايدة في الاشتباكات العسكرية وتحمل أسلحة خفيفة تمكنها من حماية نفسها والتعامل مع المجرمين،

الشيء الذي اثار انتباهي عدم مداهنة الوزير للرأي العام الذي توقع أن يكون رده بأنهم سيقومون بتسليح الشرطة مستقبلا لمقابلة مثل ماحدث في حرب الخرطوم لكن الوزير اثبت مهنيته وبعده عن السياسة التي صارت آفة العمل التنفيذي لعقود طويلة  ،

ومن المؤكد أن دور الشرطة في كل العالم تمت دراسته بدقة متناهية حيث أنها تعمل وسط المدنيين وتشهد التنازع بينهم لذا لا يمكن تسليح أفراد الشرطة بمثل أسلحة القوات المسلحة التي تتعامل مع أهداف عسكرية خالصة لذا فإن دعوات تسليح الشرطة لا تخلو من مكر سياسي هو نفسه الذي دعا سابقا بتجريد الشرطة من أسلحتها الخفيفة بل إن الأمر ذهب إلى تجريم التعامل بالغاز المسيل للدموع وتطور الأمر إلى ضرورة ذهاب النظاميين إلى ثكناتهم وتمت تصفية الكثير منهم واعتقالهم.

وأعتقد أن الجانب النفسي والمعنوي الذي اقعد بالشرطة والأجهزة النظامية بصورة عامة لمدة طويلة بفعل الطغمة السياسية السابقة إلى زوال بعد أن احس الشعب وأكثر المناوئين لها بأهميتها لحمايتهم.

والدور الجديد لقوات الشرطة بعد الحرب والذي يعتبر نوعا من التسليح الجديد لفترة ما بعد الحرب يستدعي اصلاح أوضاع منسوبيها بداية حتى يستطيعون أداء مهامهم الموكلة اليهم وأولها التدريب المستمر بما فيه القتالي ، وتحسين الرواتب وبيئة العمل ،وإزالة ما ترسب في النفوس من شعور بالمحسوبية ومن أظهر علاماتها تباين الحوافز والعلاوات بين إدارات الشرطة المختلفة والتنقل بينها .

كذلك أرى أن وزارة الداخلية التي تمسك بملف اللاجئين يمكن أن تضيف إليها افرازات حرب الخرطوم ملف جديد وهو شوؤن النازحين حيث تعرض غالبية الشعب السوداني للنزوح والتشردوخلق سلوكيات جديد أمنية واجتماعية أثرت على كل البيئات لذا فإن تدخل وزارة الداخلية في رعايةشوؤن النازحين يمكن أن يسهم في حل هذه المشكلة باسرع طريقة حيث يتم الحصر والرعاية بمساعدة وزارات الرعاية الاجتماعية والإنسانية وغيرها.

وتتوقع أن يشهدملف اللاجئين والاجانب قرارات حاسمة تعيد للجنسية السودانية هيبتها وتعيد الأجانب إلى بلادهم حيث اتضح تعاونهم مع المتمردين لهدم الدولة السودانية وتهجير سكانها واتخاذها بلدا لهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى