Uncategorizedالأخبار

طريق الحديبةالباقير شرق ..عندما تتوفر إرادة التغيير لدى الاهالي

الخرطوم:دان برس

كنا في طريقنا الى المنطقة الطرفية من شرق النيل وبعد أن تجاوزنا مدينة العيلفون وكان الشارع سيئا ومليئا بالمطبات والحفر حملنا قلوبنا بين ايدينا والعربة تتخطى المنحنى المتجه إلى قرية الحديبة تخيلوا ماذا حدث للعربة؟ أغمضت عيناى حينما أحسست بعدم خشونة الاسفلت على اطارات العربة واعتقدت أننا نهوي في وادي سحيق إلا أن ضحكات من يرافقوني جعلتني افتح عينى على منظر مدهش وهو الشارع البديع الأملس الذي جعلنا نحس كأن السائق يقود العربة ن خلال الريموت كنترول في لعبة البلي ستيشن .

كان الطريق أسودا لامعا متساوي الجنيات وليس به سنتمتر من الحفر وكأنه تم تشييده بالأمس لا بل حتى لو تم تشييده بالأمس لرأيت الحفر والمطبات بمنطق انعدام المواصفات التي تعمل به شركاتنا اليوم .وتعجبت حين علمت من الأهالي على طول شارع الحديبة والباقير الشرقي وام تكالي أن هذا الشارع تم إصلاحه قبل عامين من قبل هيئة الطرق بولاية الخرطوم واخبرونا بالسر العظيم وراء وجود هذا الشارع بمواصفاته العالمية في أطراف العاصمة وقالوا إن مهندسي الشركة المسؤولة كونوا لجنة من أهالي القرى واختاروا من كل قرية مواطن وتم تسليمهم قائمة بالمواصفات التي يفترض أن يعمل بها تيم التنفيذ في الطريق وبالفعل قام الأهالي بعمل علامات في الأماكن التي تخالف مواصفات الطريق بواسطة العمال وبهذه الطريقة تم انجاز الطريق بهذا الشكل الجميل إضافة لتعاون الأهالي مع العمال واستقطاعهم تبرعات من أصحاب المركبات وتبرعت النساء بعمل الطعام وقال لي أحد الذين تم اختيارهم لمراقبة عمل الشارع من الأهالي أن المهندس المسؤول كان من الحزم بصورة جعلته يرفض الرمال التي لا تتوافق مع مواصفات الطريق رغم أن الفرق بسيط جدا بينها وبين تلك  المطابقة للمواصفات

وهنا نحن نشيد بهذا العمل الممتاز بعد أن تعودنا على انعدام الضمير والرقابة في إنفاذ المواصفات وهذه تجربة جديرة بالتكرار والاحترام حيث لعب فيها التنفيذي دورا أساسيا وذكيا استقطب فيها المواطن وجعله رقيبا على حقه وفاز المواطنين حين استجابوا والتفتوا  لقضاء حوائجهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى