الأخبار

علماء استراتيجيين يحذرون من استخدام القمح لايقاع السودان في حرب المحاور

الخرطوم/رشا بركات

حذر علماء استراتيجيين من مغبة استغلال حاجة السودان   لسلعة القمح في الانحياز لأحد المحاور الدولية ما يضر بأمن الدولة والمواطن. وقال البروفيسور محمد حسين ابو صالح الخبير الاستراتيجي ل(دان برس)أن القمح سلعة سياسية لعبت أيادي خفية في عدم توطين زراعته في السودان ولعب انعدام الهم الوطني دوره في إيقاع السودان في مصيدة القمح التي صنعتها الدولة الأمريكية منذ نهاية الاربعينات والتي تقوم على تحول افريقيا والعالم العربي من نمط الغذاء التقليدي ذرة دخن وبفرة إلى القمح وفق استراتيجية سياسية ترمي لاعتماد الدول على القمح الأمريكي. ويفسر ابو صالح هذه الاستراتيجية بالقول إن الولايات المتحدة قررت منذ أربعينات القرن الماضي زراعة أكثر من ٤٠٠ مليون فدان من القمح بهدف مساندة الجيش الأمريكي في السيطرة على الساحة العالمية وبدأت بإعطاء هذا القمح في شكل معونات مجانا ثم وضعت عليه سعر اقل من الذرة كمثال  ثم ارتفع السعر بعد أن تحول نمط الغذاء إليه واضاف أن أمريكا تسمح بدعم القمح وإقامة مطاحن لكنها لا تسمح بدعم محصول غيره وقال إن الاستراتيجية الأمريكية نجحت في جعل السودان يعتمد على القمح لانه لم تقابلها استراتيجية وطنية تعتمد على زراعة القمح في الداخل والرجوع للمحاصيل التقليدية التي يحتاج لها العالم الخارجي ايضا وقال إن الاستراتيجية المضادة لمصيدة القمح والتي استمرت عقود لتوطينها يمكن أن تحول النمط الغذائي للمحاصيل التقليديةمن جديد بإضافة بعض الإبداعات عليها.ووختم بأن دخول الدولة في إنتاج سلعة القمح ينبغي أن تكون وفق استراتيجية واضحة حتى لا تقود إلى مواجهة وحرب مع الدول المهيمنة

وأكد بروفيسور عصام كباشي الخبير فشي الأغذية ضرورة الرجوع الى الغلال المحلية في صناعة الخبز بدلا من القمح بسبب الفاتورة الكبيرة التي تدفعها الدولة لاستيراد القمح ولسبب استراتيجي يتعلق بضرورة الاعتماد على الذات في إنتاج الغذاء حتى لا يؤثر في اتخاذ القرارات المهمة وأشار كباشي إلى حرب اليوم بين أوكرانيا وروسيا والتي كشفت عن أزمة غذاء يضج بها العالم فماذا يفعل السودان إذا استمرت الحرب ولم تستطع أوكرانيا تصدير القمح لنا؟وقال إن الدولة لابد أن تنتج الغذاء بنفسها حتى وإن كانت التكلفة عالية وأمن الخبز أعلى من المستورد كما فعلت السعودية ذلك لتحتفظ باتخاذ قرارها السياسي ،وايس ببعيد أن نذكر أن روسيا أحد أقطاب العالم اليوم كانت ايام الاتحاد السوفيتي تعاني كثيرا في اتخاذ قرارها السياسي لأنها كانت تسود القمح وكانت امريكا تفرض عليها حظر استيراده وتحرض الارجنتين على عدم تصدير القمح لها. ويقول كباشي أن الرجوع للأغذية التقليدية ضرورة من ناحية غذائية لأن القمح بسبب مشاكل في الهضم ويسبب تعقيدات كبيرة لمن لديهم حساسية القمح خاصة الأطفال وكبار السن لذا فإن الذرة واحدة من البدائل الصحية المهمة. ويذكر كباشي أن العالم لا يعتمد في صناعة الخبز على نوع واحد بل يقوم بخلط مجموعة من الدقيق من ضمنها الذرة وهي مفيدة صحيا وذات سعر عال لكننا في السودان لا تغير هذه التجارب اهتمام. ويقول إنهم في مركز ابحاث الأغذية قاموا بتنفيذ توصية مهمة في العهد البائد قبل انفصال جنوب السودان حينما رأت الحكومة أن الفاتورة الأكبر التي يدفعها بنك السودان هي القمح وبلغت 800الف طن وبعد الانفصال بلغت 2مليون طن وهو رقم ضخم جدا فقامت الحكومة بعمل توصية بإدخال نسبة 20%من الذرة في الخبز وقمنا فى المركز بتنفيذ هذه التوصية عمليا ونجحت هذه التجربة نجاحا باهرا ولاقت استحسان المواطنين لكن بعد ذلك توقفت التجربة وانا سألت قياديين في مطاحن سيقان وسين عن عدم تنفيذ التوصية فاكدوا لي أنهم ينتظرون المواصفة من المواصفات والمقاييس. ويكشف كباشي عن إنتاج مركز الأغذية البيتزا والبسبوسة الخالصة من الذرة بشكل جميل ومقبول إضافة للمنتج من الدقيق المخلوط لمواكبة الذوق الغذائي. وقال إن العالم يعتمد على المنتج المحلي خاصة امريكا وتميل بمكيالين فهي قامت بتوزيع القمح مجانا المكسيك ودول أمريكا الجنوبية لتحويل النمط الغذائي القمح لأنها تعلم بعد ذلك أن هذه الدول التي لا تنتج كفايتها من القمح ستقوم باستيراده منها وكل ذلك بأجندة سياسية واضحة ويقول عصام لماذا تصبح القراصة والعصيدة والكسرة بالنسبة لنا فاكهة لا نراها الا في رمضان ونشتاقلاكلها وهي قريبة منا ؟. ويقول إن الحل يكون أيضا بزراعة القمح في السودان ووضع محسنات له. من جانبه حذر البروفيسور الفاضل احمد اسماعيل الخبير في اقتصاديات الاغذية من نقص في المخزون الاستراتيجي الغلال في البلاد يصل 2مليون طن يستورد من الخارج والعالم على وشك حرب رابعة يجري العمل عليها على قدم وساق فهناك الحرب بين أوكرانيا وروسيا والصين واليابان وكوريا الشمالية والجنوبية واذا افترضنا أن السودان يعاني النقص في المخزون وهو في حالة السلم فكيف يكون الحال في حالة الحرب؟. ويحذر الفاضل من آثار صحية للقمح المستورد خاصة من امريكا بسبب إنتاجها المحور وراثيا والذي ثبت تسببه في التلوث الغذائي. ويقول الفاضل أن الاستثمارات الأجنبية خاصة الزراعية في السودان كانت عبارة عن حجز للأراضي الخصبة دون زراعتها ما يشكك في أهدافها الخفية ودليل على ذلك الشركة العربية للاستثمار الزراعي التي حجزت أراضي كبيرة لم تستثمر مقارنة مع الموارد هذا بالإضافة إلى الاستثمارات الأجنبية الجديدة مثل وادي العواد والتي تشوبها الريبة في إجراءات الإدارية المعروفة. ويقول الهادي نور الدين مسؤول الا رشاد الزراعي ومدير قسم الجمعيات الزراعية بوزارة الزراعة ولاية شمال دارفور ان المحصول الغذائي الأساسي بالمنطقة وهو الدخن يواجه مصيرا فإنما يسير به لنهايه نتيجة عدم اهتمام الدولة بمشاكل زراعته خاصة طفيل البودا الذي حد من انتاجه وانتشر في مساحات كبيرة في الولاية وقال إن المزارعين أنفسهم يشترون الدخن من الأسواق ب(الكورة) بمبلغ 1000جنيه. جدير بالذكر أن المحاصيل التقليدية الأساسية تواجه مشاكل في الإنتاج في كل مناطق السودان ففي الجزيرة يتم بيع الذرة كغذاء للماشية بسبب علو تكلفة التسويق والترحيل م ويواجه مزارعو القمح أحكاما بالحبس نتيجة عدم شراء الدولة لمحصولهم في نفس الوقت الذي تقوم فيه باستيراده من الخارج بأرقام فلكية والأخطر من ذلك المساومات التي تجريها الدول المنتجة القمح مع السودان لينحاز لمحور معين ما يشكل خطراً على الدولة. مزيد من التفاصيل في التحقيق الذي ينشر لاحقا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى