من الطرف

من الطرف| رشا بركات

علني للغاية!!

رشا بركات تكتب|علني للغاية!!

عدد كبير من الشعب السوداني توقع انقلاب البرهان على ورقة الاطاريء،وفي حقيقة الأمر أن عامة الشعب لم يتوقعوا ذلك بل إن ملايين اللمبات الحمراء لم يتوقف وميضها داخل العقول الباطنية للشعب و التي قادته للخوف والفزع من مألات ما يحدث على الساحة فنظر تلقائيا  للقوة التي بإمكانها دحر خوفه وهو الجيش بطبيعة الحال.

. لقد أحكمت حلقات الخوف الأعناق فصار الناس يشتمون ماء الحنفية كي لاا تكون حاملة لمخدر الأيس،وصارت الأيدي خاوية من حمل المقتنيات داخل بيوتها خوفا من عصابات النهب المسلح وبلغت القلوب الحناجر وهي ترى قادة الجيش وحماتها يتحالفون مع الفئة التي جعلت ظهر البلاد مكشوفا للطامعين والة قحت الدعائية تنشر الاخبار المفبركة بدخول الجيش العملي في تفكيك أنظمته وانشاء مؤسسات موازية للقضاء تسير وفق النزعة الانتقامية لهم ،اضافة للفتن التي تشبه قطع الليل المظلم في كل أقاليم البلاد.

وبالطبع فإن هذا الخوف والإحباط هو أمر مقصود ومخطط له  من المخابرات التي تعمل لإغراق البلاد في الفوضى حتى تصل لمرحلة النهاية والغرق ولا يجد الناس  ملجأ وهنا يأتي دور الإدارة الأمريكية بحبل يتعلق به الجميع من شدة الخوف فيرون في البوارج الأمريكية الاطمئنان.

وهذه نظرية تم تطبيقها كثيرا في الشرق الأوسط ونجحت في تقسيم العراق وليبيا إلى مليشيات متحاربة ومن ثم حكومة تأتمر بالامريكان فهي تخلق الفوضى في الداخل ثم تبني الأنظمة الموالية لهاواظن ان أكثر ما اخاف الناس دلالة الصور الملتقطة للسفير الأمريكي فوق جبل البركل وكأنه يودع حضارة السمر الأشداء إلى مذبلة التأريخ.

والناظر للحالة السودانية يرى أن كل افتراضات نظرية الفوضى الخلاقة قد تجسدت على أرض الواقع والمسألة التي تلعب عليها هي وجود فجوة بين ما هو كائن وما ينبغي أن يكون بمعنى الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والسياسي هو الواقع للشعب السوداني   واقترابه  من الحرية والأمن والعيش الكريم يكون هو المستحيل بذاته .

لكن…

مهلا !! لم يصبح الموقف كله انتصارا لنظرية الفوضى الخلاقة أتدرون لماذا ؟لسبب بسيط ذكرناه آنفا وهو أن عامة الشعب كان مصدر خوفه من التدخل الأمريكي وليس خوفا يستدعي الأجنبي  لحمايته، أرأيتم ؟ان المؤمن فطن وتدله غريزته على مصدر الخطر لذا فإن نظرية الفوضى الخلاقة ستفشل مثلما فشلت في دول كثيرة لم تضطر لحمل السلاح بل رفضت التدخل  الأمريكي فقط .وكما قال محللون فإن امريكا ليست بالقوة العسكرية المخيفة وانما  تستخدم عصا الانطباع المسبق عنها وكذلك نظريتهاالفوضوية تفشل لأن الشعوب من يحدد ذلك.واكبر دليل على ذلك أن تصاعد الرفض الشعبي للاطاريء وكشف الفتنة التي يقودها الأجانب بين أطراف القضية باختيار قوى وتفضيلها على الأخرى جعلت ورقة الاطاريءيهزها الهواء الساخن ما جعل خوف قحت يقودها للتلويح بالسلاح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى