الأخبارتقارير

بعد زيادة رسوم العبور كارثة تجتاح طرق المرور السريع

الخرطوم: دان برس

بعد زيادة رسوم العبور

كارثة تجتاح طرق المرور السريع

 

كارثة أمنية ومرورية تنتظر الانفجار فى اى وقت بسبب ردة الفعل التى أعقبت قرار السلطات المسئولة عن الطرق والجسور القاضي بزيادة رسوم العبور للطرق القومية زيادة كبيرة لا يستطيع تحملها المواطن

وشاهدت “دان برس” اعداد غفيرة من المركبات المصطفة أمام نقاط العبور والتى لم يسمح لها بالعبور نتيجة لعدم قدرة أصحابها على سداد رسوم العبور ما جعلها تقفل راجعة وسط صيحات الركاب وطلاب المدارس الذين تحملهم الحافلات الصغيرة إلى القرى المجاورة .

وكنت استقل إحدى حافلات النقل العام التى تقصد العاصمة من عبور منطقة “الباقير” حينما انحدر السائق فجأة! غرباً من شارع الاسفلت لتفادى نقطة العبور وسط صرخات الركاب الذين إلتحمت مقاعدهم المتهالكه مع بعضها البعض وتصادم الركاب وصوت موتور المركبة يحجب هذه الصرخات .

كانت المركبة تسير فى طريق خلوي وعر وسط ارتالٍ من العربات المسرعة التى لا تكادُ تُرى من فرطِ الغبار المُثار ولعنات السائق تسبق ارتطامه بالشجيرات والتلال حتى أنه حاول الصعود للترعة العالية الخاليه من الماء ليجتازها إِسوةً بالعربات الأخرى إلا أن توقف الموتور أنقذ الركاب من حادث مؤكد

ورأيت بعض الركاب يتنفسون بضعف بسبب الرمال الثائرة والبعض الآخر أفرغ ما فى بطنه بسبب الحركة القوية للأجساد ،والبقية يمسكون برؤوسهم من فرط الصداع ويبتهلون للمولى عز وجل .

سالت أحدهم عن السبب الذى يجبرهم على الترحال بهذه الطريقة فأجاب لأنهم موظفون وطلاب وطالبي علاج بالخرطوم وليس هناك من وسيلة مواصلات سوى هذه الطريقة فهم يوميا يعيشون هذه المجازفات لأن الدولة تركتهم فريسة ذليلة لذوي الأطماع الذين يعوضون خساراتهم بهذه الطريقة .

وقال راكب اخر أن الحافلات تسير فى الخلاء لعدة كيلو مترات لأكثر من ساعة فى سير عشوائي تُجرِّب طريقاً ثم آخر حتى تجد الطريق الذى يوصلها ثانيةً لشارع الاسفلت بعد نقطة العبور

واستطرد بالقول أنهم يخافون من اللصوص فى هذه المنطقة الخلوية خاصة فى المساء وأنه فى مرةٍ تعطلت الحافلة فاضطروا إلى الرجوع لشارع الاسفلت مشيا على الاقدام ومعهم الأطفال والنساء وتساءل ما الذى تفعله السلطات إذ لم توقف هذا العبث بأرواح المواطنين وهى تراقبه ؟

وعندما وصلت الحافلة لشارع الاسفلت بعد نقطة العبور مباشرة وعندما تأهبنا لالتقاط أنفاسنا صرخ “المخرج” وأظُنُّهُ وزارة الطرق والجسور بألا تستريحوا فامامكم نوع فريد من الاكشن وفى لحظة وجدنا العربة تروح يمينا ويسارا وظننت السائق من فرط فرحته بالإفلات من العبور فعل هذا إلا أننى حين نظرت للاسفل تسارعت انفاسي وانا أرى الحفر العميقة والكبيرة تملأ كل شارع الاسفلت وبالقرب من نقطة العبور التى لم تستطع دفع بضع آلاف فقط لردم هذه الحفر المُردية باكوام من التراب فقط وليس الاسفل

إن المشهد العظيم الذي يعيشه الركاب يومياً والعربات تسير فى خط واحد رغم اتجاهاتها المعاكسة لتفادى الحفر يضع المسئولين عن هذه الطرق أمام موقف يائس وأنها هل تستطيع إصلاح هذه الطرق عن طريق زياده الرسوم التى يكفى جزء يسير منها للإصلاح والتي لم تصلح قبلا رغم الإيرادات الفلكية ؟…….

فهذه الزيادة في الرسوم لا معنًى لها في ظل عدم وضع قوانين بتسرب هذه الأموال من بين يديها والخاسر الوحيد هو المواطن!..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى