Uncategorizedتقارير

كارثة بيئية لمحطات غسيل عربات عشوائية بشوارع العاصمة

الخرطوم/دان برس

عند مروري بمنطقة العبور القديم سوبا وحتى نهاية شارع (الهواء) لاحظت وجود حفر كبيرة وعميقة بداخلها ماء قريب لونه للاسود كريه الرائحة تنبعث منه رائحة الجازولين النفاذة إضافة لمخلفات صناعة الصابون من شحوم وزيوت وبقايا الصودا الكاوية أو هيدروكسيد الصوديوم تذكرت بسرعة دخول هذه المخلفات في صناعة العشوائية لزيوت الطعام في المنطقة القريبة من منطقة الصناعات الباقير وسوبا  واشتممت رائحة عمل خطير يلعب بحياة البشر والذي أصبح سمة تصاحب متلازمة الفقر والمخلفات الصناعية التي تقذف في العراء.

وبالفعل أمعنت النظر في الحفرة التالية فهالني منظر الشاحنات الكبيرة التي أصطفت  في كل مكان أمام هذه الحفر للغسل ورأيت العامل يحمل خرطوما يتصل بوابور يرفع الماء من الحفرة باتجاه الشاحنة ليغسلها وانتهت إلى وجود خزان ماء والأرض بجوار الاسفلت قد اكتست باللون الاسود والابيض الناتج عن تشرب الأرض بالتلوث.

ولاحظت أن هذا الشارع أصبح مكان لهذه الظاهرة فبين عدة أمتار توجد حفرة مخيفة وأدواتها تمثل محطة غسيل (كيميائي) مشبع بالتلوث وبالقرب منها نصبت خيام  للسكن الدائم ومخلفات كريهة تؤذي العين والأنف إضافة للإعداد الهائلة من العربات الكبيرة وحتى الصغيرة.

قال لي عامل أن الشاحنات وحتى العربات الصغيرة تفضل هذا النوع من الغسيل لقلة تكلفته إذ أن السعر ٣الف فقط بينما يتراوح السعر في محطات الغسيل المعتمدة١٥الف وهذا الفارق يغري أصحاب العربات الكبيرة خاصة بانتفاء عامل الانتظار والتعقيدات في المحطات واحتمال صعوبة وجود خدمة للشاحنات .

وأصبحت هذه الظاهرة حرفة في هذا الشارع باعتباره اقرب الي الخلوي رغم كثافة الحركة فيه إضافة إلى ذلك فوجود المعدات من خزان ماء ووابور يشير إلى امتلاكه لصاحب عمل وليس لعامل النظافة كما هو الحال عند أول سانحة لعمل دون رسوم .

والسؤال هو هل هذه الظاهرة بعيدة عن أعين المحلية حتى تركت هذا الشارع الحيوي يشوه بهذه الطريقة ويعرض المواطنين لخطر المواد الحارقة ويتعرض شارع الاسفلت لخطر التاكل وهل يسلم الإنسان من الحروق أن سقط في هذه الحفر؟

وان كانت المحلية تعلم بهذه الظاهرة فلماذا تتغاضي عن شرورها ؟ وهل يمكن أن تكون هذه حرفة يؤخذ عليها رسوم فعلية من المحلية حسب الموقع؟

ولماذا لا يتم الاستفادة من طاقات هؤلاء الشباب العاملين في غسل العربات واستيعابهم في مشاريع المحليات لأن تقنين هذه الحرفة على هذا الشارع مكلفة جدا ولا يقدر عليها إلا أصحاب رؤوس الأموال .

واين دور المحليات في منع المصانع من رمي مخلفاتها الخطرة بجانب المصانع وفي العراء وهل يعتقد أصحاب المصانع أنهم يقدمون خدمة مسؤولية مجتمعية بالاستفادة من هذه المخلفات الخطرة التي تضر المتعاملين معها ويصل ضررها للمواطن المستهلك في شكل زيوت طعام سام وخدمات مميتة على الشارع في شكل حفرعميقة حارقة؟

وهل يقف أثر هذه الظاهرة عند هذا الحد؟

يقول البروفيسور طلعت عبد الماجد الخبير في البيئة أن هذه الظاهرة تسبب تلوث التربة وتلوث المياه الجوفية وتساهم في تشويه منظر المدينة والاخلال بها..كما تلحق ضررا بمن يقع في هذه الحفر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى