من الطرف

رشا بركات تكتب…عندما يطفح الكيل!!؟

من الطرف

الان يمكننا القول بكل ثبات أن حرب السودان قد بدأت بالفعل مع إمكانية رؤية نتائجها ، ففي الأعمال الدرامية لا يمكنك التكهن بحل العقدة حتى تبلغ الاحداث الذروة،ونكون مشفقين على البطل الذي يتراكم عليه الظلم والأحزان حتى تستحكم حلقاتها وينفجر بركان الغضب ثائرا لا يبقي ولا يذر لأن الكيل في هذه اللحظة قد طفح ولا يجدي هنا السكوت فالحياة عنده تتساوى مع الموت فيغير الاحداث لصالحه.

وما نراه الآن على الصعيد العسكري والسياسي وحتى الاقتصادي أن الكيل قد طفح فالعقل الباطني هنا لا يصدر سوى إشارة الانفجار والمقاومة،فهاهو المجتمع الدولي لا يحرك ساكنا لإسكات المتمردين بل إن الدول المهيمنة عليه تدعم التمرد وتريد فصل دارفور علنا ،وترتشي من الامارات حتى لا يقتضيها السودان،بل أن المنظمات الحقوقية الدولية لم تحرك ملفا لإدانة التمرد والاقيى من ذلك دعمه،اضافة لدعم جيراننا للتمرد ومحاولة البعض ممارسة سياسته المحببة في (الاستهبال) وحشر أنفها بالباطل نظير إعفاء ديونها من الخارج،اضافة للوضع الاقتصادي الكارثي.

اظن ان المواقف عندما تتعرى وتتجرد من اي سرية أو مؤاربة تقود الذروة وهي رفض التفاوض والاتفاق مع روسيا وإيران بعد أن استكملت القيادة كل إمكانياتها في حث المجتمع الدولي لوقف الحرب والتزم بالقواعد الدولية عسكريا ودبلوماسية فلم يعد الان هناك من يلوم القيادة السودانية على حريتها في مواجهة الحرب  بالطريقة التي تراها ففي كلا الحالتين لن تتوقف الحرب ضدها.

عندما كنا نرى في الماضي الطيران لا يلاحق فلول المتمردين الجرحى والفارين كنا نقوم بأن الحرب لم تبدا، وعندما تحسرنا على عدم منع الأجهزة النظامية لسفر العملاء و المتعاونين كنا نقول بأن الحرب لم تبدا،وعندما نغضب لعدم رد الدولة على الدول المجاورة التي تستضيف مؤتمرات العملاء كنا نعلم بأن الحرب لم تبدا.

وأكاد أجزم أن القيادة العسكرية كانت تعلم تمام العلم باللاعبين على المسرح وأصول اللعبة فهيأت المسرح تماما له حتى تعرى اللاعببن أمام العالم واحترافية وكفاءة رغم الخسائر حتى وصل الذروة حين قالت فيها لوزير الخارجية الأمريكي لا.

لقد طفح الكيل وكان القائد العام للقوات المسلحة صادقا حين قال قبل أيام أن الحرب بدأت الان ويعني أنهم استنفدوا كل الأدوات التي تستخدم لإنهاء الحرب سياسيا ودبلوماسية واستفدت ا من خلالها كل إمكانياتهم من سياسة النفس الطويل والتي كلفته كثيرا ورمي بالخيانة،وتراكم الغضب والصبر والخبرات جعلته يفجر حتى مسرح اللاعبين بهذا الشكل فكما قال احدهم احذرونا فنحن نلعب (حرت)وليس كرة قدم ونتحرك وندافع برجل واحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى