من الطرف

رشا بركات تكتب…حرب السودان هل تنهي ملف الترتيبات الأمنية!!؟

يبدو أن حرب السودان استطاعت حل ملف الترتيبات الأمنية وإعادة الدمج والتسريح لقوات الحركات المسلحة دون تخطيط مسبق ،ذلك بعد أن فشل المجتمع الدولي في توفير الميزانية اللازمة لهذا الملف لسنوات بعد اتفاقية جوبا.

والقوات المسلحة مكنتها حرب السودان من حل تعقيدات القوات التي يمكن دمجها أو تسريحها بل إن عمل هذه القوات المشتركة تحت إمرة الجيش وفر لها فرصة ذهبية في التدريب العسكري الاستراتيجي بعد أن تعثرت خطواتها كثيرا في مواجهة المتمردين لوحدها ما اسخط المراقبين وطالبوا باستبعادها من ميادين االقتال بل ذهبوا إلى أكثر من ذلك وقالوا إن هذه الحركات نالت من المنصب والمال ما لا تستحق لأنها لم تستطع احتلال محلية واحدة في مناطقها إضافة لتمسكها بسياسة الحياد منذ بداية الحرب ما أدار الشكوك في نواياها لعدم قتالها المتمردين في مناطقها،غير أن استماتة هذه القوات المشتركة في الدفاع عن الفاشر وغيرها من محاور القتال مؤخرا  رسخ الجانب المعنوي وتغيير العقيدة القتالية بمعرفة فداحة فقدأن الموطن بعد أن كانت عقيدتهم القتالية تدور حول التهميش وأغلب الحركات كانت تحفز المنضمين إليها بالسكن في العاصمةالي جانب الراتب.

وأعتقد أن القوات المسلحة ستضع في اعتبارها مستقبلا تجنيد قوات هذه الحركات إلى جانب المستنفرين لتعويض الخسارة البشرية في المعارك،وبذلك يتم توظيف عدد مقدر من الشباب,إضافة لافلات البلاد من تدخلات المجتمع الدولي ومراوغته في توفير ميزانية الترتيبات الأمنية فقام الجيش بتمويل العمليات العسكرية لهذه القوات المشتركة،ما جعل هذه الحركات تنظر للمشهد مجردا دون مؤاربة إذ أن المجتمع الدولي لم يكتفي بسحب يده من توفير الميزانية التي وعد بها في اتفاقية جوبا،بل خططت الدول العظمى لفصل دارفور واهدائها لقوات الدعم السريع كحافز لانتهاكاتها ضد اهلهم في الإقليم.

ومن الضروري جدا احتواء خطر هذه الحركات المسلحة قبل انتهاء الحرب حتى لا نفاجأ بحميدتي جديد يعيد الكرة علينا، وقد أثبتت التجارب أن الأموال التي دفعت لحركات التهميش لم تصل للمواطنين بل إنها ولدتهم تهميشها وذهبت لقادة هذه الحركات لذا فإنه من أوجب واجبات الدولة إلا تقوم بتعيين قادة الحركات في المواقع السيادية بل يتم الاختيار من كفاءات مناطق السودان بطريقة عادلة لأن هذه الحرب جعلت كل مناطق السودان تحت مظلة التهميش

ويجب علي الدولة إلا تقبل بوجود حركات مسلحة ابدا مستقبلا مهما كانت الدواعي ويتم قتالها في مهدها وتقوم الجهات التنفيذية وحدها بتنفيذ مشاريع التنمية في الأقاليم

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى