من الطرف

رشا بركات تكتب …أوقفوا الواجهات القديمة!!

لفت انتباهي ظهور لواجهات نظام البشير في الأخبارهذه الأيام ومنها اتحاد المرأة السودانية وهو يعزي في وفاة شقيقة الفريق أول البرهان ،ما يشير إلى أن الانتهازيين في الحركة الإسلامية يجهزون المسرح لتبديد جهد عقلاء الحركة في عمل المراجعات الشاملة للأخطاء الاستراتيجية التي صاحبت سنوات حكمهمبالظهور في هذا الوقت الحساس من عمر الأمة لتكرس للأخطاء الجسيمة للتنظيم واولها التنظيمات الفئوية والمهنية التي اتخذت من هذه التنظيمات مصدرا للثراء والسلطة،فمن اخطر المباديء التنظيمية التي وقعت فيها الحركة الإسلامية وأحاطت برقبتها حتى اليوم ،الاستقطاب الحاد لشرائح المجتمع من خلال منهج التمكين و ترغيبهم بالسلطة ،ما جعل الفساد حاضرا ولا اذهب بعيدا فادلل على زعمي بأن معظمهم اتجه الان لمساندة التمرد دون أدنى اعتبار للمباديء لأنهم ببساطة لم يكونوا قادة ايام معارضتهم، لباقي الأنظمة.

والسؤال الآن هو هل اتجهت قيادات الإسلاميين لتمرد المليشيات إحساسا بالظلم منهم؟ لا لانهم كانوا ايام نظام البشير يتمتعون بالمخصصات المالية،لكن ذهابهم المليشيات من أجل السلطة والمال وبايعاز من الجناح السياسي المليشيات من أحزاب قحت الذين يحتمون من الإسلاميين بهم ،تماما كما تفعل الزوجة التي يريد زوجها الزواج باخرى،فهي تصنع من نفسها نسخة من المرأة المنافسة لها دون وعي نتيجة اختلال نفسي!.

وارجو من قادة الإسلاميين الإنتباه الي مصيدة إعادة إنتاج الأخطاء وان يكون أولهما يقومون لمراجعتها إلغاء هذه التكوينات المتسلقة والتضحيات التي يبذلها شباب الحركة في الدفاع عن الوطن ينبغي ألا تجهض بالمصالح الشخصية والحزبية وينبغي ألا يفهم متسلقو الأحزاب موقف الشعب من نظام البشير خطأ فالناس تحمد لشباب الحركة الإسلامية بطولاتهم ووطنيتهم ويدركون أن النظام السابق افضل بكثير من هوانات قحت لكن ينبغي أن يدرك الإسلاميين أن عودة هذه الواجهات ستعيد المرارات القديمة ضدهم إضافة لتساؤلات مشروعة وهي هل نبني دولتنا في المستقبل وفق المثل (جنا تعرفو ولا ………)؟وهل يمكن أن تنهض دولة بالحد الأدنى من الخيارات؟

أن أفة الحكم عندنا هي اعتقاد المجتمع الجا زم بأن السلطة هي المال حتى أن أدنى نظام الحكم عندنا هو(شيخ الحلة) لابد أن يكون صاحب اراضي ، لذا أعتقد أن الفترة القادمة ينبغي أن تكون خالية من الأحزاب ولسنوات طوال حتى يتغير الفهم للعمل العام ومقياس اختيار الاعضاء والا فان الافضل البحث عن صيغة حكم بعيدا عن الديموقراطية المزعومة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى