أقلاممن الطرف

من الطرف | رشا بركات

الاطاحة بالعسكر هل تبقي قحت؟

هل تستغل الدول الغربية الاتفاق الاطاريء ليحكم المجلس المركزي للحرية والتغيير البلاد ؟
سؤال محوري وكبير لا يفسره الا معرفة ما ترتكز عليه السياسة الغربية خاصة الأمريكية في اختيار من يحقق أهدافها في المنطقة لذا فبالنظر إلى ما يوجد من معطيات على الميدان أقول إنه من الخطأ بمكان افتراض أن قحت يمكن أن تكون الخيار الأمثل لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في المنطقة بل استخدمت كذريعة للتدخل في الشأن السوداني تماما مثلما قال القط للفأروهما في عرض البحر لم تثير الغبار ؟

لذا فهناك عدة أسباب لعدم وضع احتمال لاختيار قحت لتحكم وأولها احتكام السياسة الأمريكية لعلم النفس السياسي بمعنى دراسة الشخصية السياسية موضع الهدف لتحديد قدرتها على تنفيذ المهام الموكلة لها واعتقد أن قوى الحرية والتغيير خنقت رقبتها بنفسها ولم تجعل لنفسها شرف أن تكون في قائمة الاختيارات حتى وهي تعلن عدائها لكل ما هو عسكري لذا فاعتقد أن أول من يحترق بذهاب العسكر هم قحت لماذا ؟لانه ببساطة لا يمكن لدولة أن تعتمد على فئة تحقق أهدافها دون قوة عسكرية تحمي حكمها هذا اذا وضعنا في الاعتبار أن المخابرات الغربية تعلم يقينا عيون الدول المجاورة التي تترصد السودان لتنقض عليه في أي لحظة خصوصا القوة الإثيوبية الارترية ولا ننسى ما تقوم به المخابرات المصرية لمنع أي اتفاق تراه يضر بمصالحها ،اضافة لتخوف امريكا من الوجود الروسي في المنطقة  فهل تضحي امريكا بأمنها لارضاء فئة ليس لها نصير عدا مقولة (مدنييياااو)
؟
ومن الأشياء التي تدهش الإنسان العادي وليس أجهزة المخابرات هي انعدام صفة السياسي لدى منسوبي قحت ولا نقول هنا الفشل لأن الفشل شيء طبيعي يمكن أن يلازم السياسي الناجح عند التطبيق لكن التكبر واحتقار الآخر وعدم مراعاة الجماعة أو الحزب الذي ينتمي إليه السياسي هل يمكن أن نطلق عليه سياسة؟ولا يفوتني أن نقارن بين هؤلاء والمؤتمر الوطني فرغم الاخطاء الكبيرة والفساد الذي صاحب النظام البائد إلا أن الحزب من ناحية تنظيمية وسياسية احتفظ بكثير من ملامح النجاح واولها مراعاة مصلحة الجماعة ومخاطبة العامة بما تتوق أنفسهم إليه وفق دراسة عميقة للشخصية السودانية وحدود قناعاتها رغم فشلها في نهاية المطاف إضافة إلى ان التجارب أثبتت أن الانتفاع المادي والمعنوي والفساد  للمؤتمر الوطني كان من خلال مشروعات تنموية لعامة الناس،ونحن الصحفيون نعلم تماما من خلال تغطياتنا الصحفية إبان العهد البائد أن شخوص المؤتمر الوطني والشعبي تصارعت بشأن السلطة لكن دماء التنظيم والجماعة قوي جدا بينهم .

كما وأن هناك أخطاء في الشخصية السياسية غير الناجحة لدى الفاعلين في قوى الحرية والتغيير وهي خلط الشأن الخاص بالعام كما رأينا في الأحداث الأخيرة لمسؤول التمكين إضافة لتكرار نفس الاخطاء التي أوقعت بهم سابقا ما ينفي صفة السياسة ويلقي بظل الشخصية الاقطاعية المنتقمة

وارى أن الاستقواء بالاجنبي من أهم الأسباب التي لا تجعل قحت هي خيار المستعمر الجديد لأنه يدل على عدم الثقة بالنفس وعدم اعمال التفكير لخلق الادوات التي يحفظ بها النظام دولته من التهديد،اضافة لذلك رمي اللوم على الآخرين في كل مشكلة تقع وليس ببعيد ماحدث في فترة حكم قحت من القاء اللوم علي الإسلاميين في أي فشل ومع ذلك ساروا على نهجهم فحتى اسماء الوزارات لم تغير وتم تنصيب شخصيات لشغل مناصب لم تمارس اصلا عملا قبل ذلك اللهم إلا الوجه القبيح من الحرية والتي حاربها الغرب نفسه واعتبرها منافية الفطرة الانسانية ولا أدري هل هذا فشل ام غباء ام ماذا وفي الأذهان ما قاموا به من استعداء سافر للعسكر وهم يعلمون يقينا أن بإمكان العسكر الانقلاب عليهم في لحظة بحكم القوة العسكرية وهذا يدل على سؤ التصرف في الشخصية العادية ناهيك عن الشخصية السياسية.

فهل يمكن أن يعتمد الاستعمار الجديد نظام بهذه الصفات؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى